احتضارات "انثى!!"...

قد كنتُ بالأمس طفلةً تستهويني السماء...
أراها ولا أرى النجوم والأحلام والبكاء...



أنظرها بعينيِّ الحيرة...
أريد لها انتهاء...



أرقب النجوم لأغفى...
أعدها...أتمتم بقائمة حروف الهجاء...



كل فكري الغد...
رفاقي...
أوراقي...


وأقلامي الصفراء...



لعبتي التي اخفيتها عن أمي...
تريدني ناضجةً كأكثر بنات حواء...




غفيت...وفبالي ترانيم الغناء...
غفيت ولم أوصد باب غرفتي...



لم أغلق الشباك بعد سهرٍ وعناء...
لم أخبئ مفتاح قلبي...



ما أخافتني رعشة الهواء...




كل ظني بأني بالغد سأجدني...
كل ظني بأني...
بالغد سأعرفني...


ولن تحتار مني المرآة...






لكن يا سيدي...



قل لي أين خبأت مفتاحي؟!...
وأين هو قلبي الآن؟!...



تسألني عن لهفتي؟!...
تحتار من رعشة الحروف على ثغري...



ويأسرك جنون الطفلة فيَّ...
وتقول لي صغيرةٌ أنتِ!!...



ولقد كبرت بليلة الأمسِ...
سنواتٍ وسنوات...



زرت حلمي بالأمسِ...
أضحكتني من ضحكي...
وأبكيتني حين صحوت...



فعندما زرتني أنت علمتني...
اشتياقي...
ولهفتي...
وجنوني الذي يأخذني...


إليك كلما غفوت...




أين أنت يا سيد القلب...
حين ترتعش الأرض...



وحين يدخل من خرم الباب...
عفريت الجن...
وبيده فأسٌ...وسلاسلُ كرب...


يصرخ لأغمض عينيّ...
وأوصد آذان القلب...



يصرخ ليبعدني عن هواكَ...
ويقلقني لأغتسل من رائحة العشق...



ليقلقني...حتى أعتزل حروف اسمك أنت...
حتى أتبخر من روث القسوة...
ورائحة الذل...



حتى أهيم على وجهي...
وكل ظني بأني أعيش...
ولا أدري...
بأني بت ميتة القلب...


وبأني بت تمثال يشبه شكل بنت...





أين أنت حين تأتي جدتي...
وترمقني...
من رأسي حتى أخمص قدميّ...



وترمقني...
لتتفحص طهارة الوجدان العذريّ...
وأنني لا زلت طفلةً...


حتى موعد عرسيّ القهريّ...



يوم يقتلون الأنثى يا سيدي...
ويشيعونها على أنغام أوتارٍ صاخبة...
وضرب طبولٍ يوقد نيران الأسى الجهنميّ...



أبعمرك رأيت حزناً بهذا الأسلوب الهمجي؟!!...



هنا يا سيدي...



حيث تزغرد النساء...
حين وأد بناتهن...



هنا حيث تودع الجنائز...
وأمامها العاهرات ترقصن...



والأخريات يرتقبن وينظرن...


فتعددت الأسباب لكن الموت يا سيدي
بات حتفهن...




صندوق الأمنيات ذاك الذي...
قدمته لي...
وتسألني...
يا سيدي...



وتظن بأني بحبك لست أكيدة...
وبأني...
على حبك لازلت صغيرة...


وأنت الذي رسمت السماء لي...
بلوني المفضل...
باللون الورديّ!!...



وحدك يا سيدي...
وحدك...



من بارك لي...
على جسدي المحنيّ...



وعلى القباب التي أخفيتها بشالي الكشميريّ...
أخفيتها لأن أمي تغيرت حينها...


وجدتي تغيرت حينها...
ووالدي ما عاد يحتضنني...



والناس حين أمر...
ترمقني...
بنظرةٍ مختلفة يا سيدي...
وكأني لم أكن تلك الطفلة...
وكأن الذي صار لجسدي...
جعلني أخرى...



وأنت وحدك...
وحدك...



من بارك لي لأن الأزهار تفتحت...
بين خصل شعري...



ولأن الليل بات يكتب قصيدة عني...
والمطر يهوى السقوط...


يهوى الانهمار...
ليغازل أنحناءات جسدي الخمريّ...


لاغتسل بالغرام...
وأقدس الهوى...



لأن النجمات قلن لي...
بأنني لذلك خلقت...
ولذلك وجدت...



وبأني لأمنية تمنيتها أنتَ...
ولدت...



وبعمرها النجمات لم تكذب يا سيدي...
وبعمرها السماء لم تخلف وعداً قدسيّ...





وأنت وحدك...
وحدك...
يا سيدي...


من أخذ الشال من على كتفيّ ...
وبارك لي...



وأنت وحدك...
وحدك...
يا سيدي...



من احتضنني...
وأشعرني بنفسي...



وبأني لازلت تلك...
وبأني لم أمت...
حينما تغيرت مدن جسدي...

وأنت وحدك...
وحدك يا سيدي...



من فك ضفائري...
وسمح لورود العشق أن تنمو بين خفيّ...



ووحدك
وحدك يا سيدي...


من زرع القبل على شفتيّ...
لتشبه الزهر النديّ...
حتى باتت الأزهار تطلب مني...
أن أقبلها...
فعطر قبلكَ...
فاق عطر الزهر النديّ!!...



ووحدك...
وحدك يا سيدي...


من بارك الجسد الخمريّ...
وألبسني يومها عقداً فضيّ...


وحده العقد الفضيّ...
ليعكس ضياء القمر على جسدي...


لتوثق عليه رسائل هوى العشاق...
من الزمان الأزليّ...


التي كتبت على قلب القمر...
خطت بقلمٍ فضيّ...




لأنني لك يا سيدي...ولدت...
ولك يا سيدي تفتحت...وكبرت...


ولك يا سيدي...بت التي بين يديك...



فلم الآن أعترضت وأبيت؟!...
ولم الآن...قلت عني...
صغيرة...
وبأني لا أكفي...


لحبك ولهواك النقيّ...؟!!...





حلم الحرية...